وأنستني بكاءك يا عراق جراحات بغزة لا تطاق
وأغفو ثم يوقظني ضميري يلح علي أين هم الرفاق؟
مسيل النهر ليس كما زمان وشرب الماء ليس له مذاق
فيا أرض الخلافة سامحينا وقد كثر التبرم والنفاق
فأي الجرح نسعف لا تلمني جراح الغدر أم دمنا المراق؟
وألوية العروبة في سقوط وحول شعوبنا اشتد الخناق
إذا ما قلت مصر بكاك شام وتشهد ذلنا السبع الطباق
جراحات العروبة في ازدياد توسع بالخنوع لها النطاق
من الأقوال تحسبنا أسودا وفي الأفعال تعرف ما النياق؟
وتعرف كيف نصنع ألف عذر بلا عذر ويخترح الشقاق
إذا رضي العدو فذاك أسمى وإلا فاللقاء هو الفراق
ونقسم بالثلاث وكم حلفنا وشتت جمع أمتنا الطلاق
إذا اجتمعوا فليس لهم حلول فلا حلم يشاع ولا وفاق
ولو ناداهم غر بغيض لقام الناس واحتدم السباق
وناداهم دم فغدو سكارى وعذبنا الأنين فما استفاقوا
تراهم يرقصون بلا حياء مع الخصم العنيد حلا العناق
وهم يستأذنون لكل خطب جدير كا لنعاج بأن يساقوا
من الإذلال في جسدي اضطرام وفي كبي من الظلم احتراق
بكت يا غزة الشهدا عيوني وهز القلب حب واشتياق
فقولي كي لي آتي إليكم؟ إذا ما اختير في زمني الرواق
ودجالون في وطني استداروا على الأعقاب كم لهم اختلاق
أرى الحرية الحمراء نادت وليس لها سوى دمنا صداق
فموت بالدماء هناك أولى وفي عنقي هنا لف الوثاق
ألا فاغضب فقط لتقول شيئا له في ساح أمتنا اشتقاق
ألا فاغضب فقط لنراك حيا عسى يأتي من الغضب انبثاق
أنا في الأسر ارسم ذكرياتي أقول متى يحررني انعتاق؟
أعد نجوم ليلك في شجون ولي بكواكب الدنيا التصاق
نقلا عن شاعرمحمد براح